الدواء في مصر... الفقراء يمتنعون
عندما قرأت خبر اعادة تسعير الدواء ارتعدت خوفا، فانني ادفع الان 400 جنيها من مرتبي البالغ 2500 جنيه، اي حوالي الخمس، هذا بدون ثمن زيارة الطبيب الشهرية التي تكلفني 150 جنيه.
انا مريضة باضطراب ثنائي القطبية وهو مرض نفسي، وبالنسبة لي الدواء توفير، لانني عندما تسوء حالتي تضطر اسرتي ان تودعني في مستشفي نفسي وقد اودعت في مستشفي نفسي مرتين وفي كل مرة دفعت ما يزيد عن 15 الف جنيه مصري. و ان عاتقي ينوء وليس لي ان اتحمل هذا المبلغ الطائل. لهذا ارجو ان تساعدني الادوية علي الحفاظ علي توازني. ولكن خبر تسعير الدواء كان بمثابة تهديد لسلامي. فكيف لي ان اجد ثمن الدواء اذا صار سعره عالميا.
لن اتحدث عن اوهام التأمين الصحي فهو افشل من ان ينقذني، ان رعبي الاول والاخير ان تنفذ اموالي واموال العائلة واودع في العباسية، حيث اعرف اي حقوق لي كانسان ستكون علي المحك، وان نجيت من الاساءة فان سوء الامكانيات سيقتل ادميتي بشكل او باخر.
انني لا اتخيل تحرير سعر الدواء ولا اريد ان اتخيل كيف سيدمر اقتصادياتي المدمرة سلفا ولا اعرف كيف لي و لغيري ان يكفوا انفسهم ذل السقم اذا ما تغولت علينا الاسعار. اكره ان تكون ابسط احتياجاتي لعبة في يد الرأسماليين ويد حكومة لا تعبأ الا بان يتحسن ترتيبها في المؤشرات الاقتصادية ولو علي جثث مواطنيها. اخاف ان يأتي اليوم الذي اقايض فيه صحتي باحتياجاتي الاخري، اخاف ان يأتي اليوم الذي اعد فيه حبات دوائي ومع استخدام كل حبة اتساءل كيف لي ان احصل علي حبوب الغد ؟؟.
انه ليس مجرد تعديل في سياسات انه قتل غير رحيم للبشر، فبدلا من تفكر الحكومة في تصنيع بديل محلي او تصارع ضد اتفاقيات التجارة الدولية التي تقيد الفقراء بحقوق الملكية الفكرية، تقسو علي مواطنيها بلا اي رادع.
ما هو العائد المنتظر من رفع سعر الدواء ؟؟ هل هناك اي عائد ايجابي يذكر ؟؟.
فقط الم وحسرة للمرضي... جميعهم...
كفي بالمرض عبئا