5 سنوات من الحبس الاحتياطي .. المبادرة المصرية تطالب بإخلاء سبيل فوري لإيهاب جحا حفاظًا على حياته
بيان صحفي
تطالب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بالإفراج الفوري عن إيهاب مسعود جحا (51 عامًا) والمحبوس احتياطيًا منذ 5 سنوات على ذمة القضية 1358 لسنة 2019، والذي يعاني من إهمال طبي في محبسه يهدد حياته، بسبب عدم معالجته من مضاعفات مرض السكري، إلى جانب إصابته في السجن بمياه على الرئة، ليصبح الآن قعيدًا غير قادر على التنفس بشكل سليم بعد دخوله السجن دون إدانته بارتكاب أي جريمة.
يوم 28 أكتوبر الجاري، قرر المستشار وجدي عبد المنعم رئيس الدائرة الثالثة إرهاب المنعقدة بغرفة المشورة ببدر تجديد حبس جحا لمدة 45 يوما إضافيًا رغم تخطيه الحد الأقصى للحبس الاحتياطي منذ أكثر من 3 سنوات. صدر قرار تجديد الحبس الأخير دون حضوره الجلسة، رغم أن محامية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أبلغت القاضي أن جحا محجوز بالمستشفى الميري بالإسكندرية في الرعاية الحرجة على جهاز استنشاق، ورغم أن حبسه احتياطيًا على ذمة القضية نفسها مستمر منذ أكثر من 5 سنوات دون مبرر قانوني.
ألقي القبض على جحا من منزله فجر يوم 23 سبتمبر 2019، بعدما اقتحمت قوة أمنية منزله، وحُقِّق معه على ذمة القضية 1358 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا والمعروفة إعلاميًا بقضية "حزب الاستقلال"، وهو حزب مُشهَر حظره القضاء في سبتمبر 2014 ، ألقت السلطات على قياداته وعدد من أعضائه بعد 5 سنوات من حظره، ومنهم إيهاب، ليستمر حبسه احتياطيًا على ذمة القضية نفسها لأكثر من خمس سنوات.
دخل جحا السجن وعمره 45 عامًا، وخلال مدة حبسه تنقّل بين ثلاثة سجون. حيث قضى ثلاث سنوات في سجن طرة، وهناك أصيب بحرق في ساقه بسبب حادثة تضمنت مياه مغلية، ثم نُقِل إلى سجن بدر1 حيث قضى عامين آخرين، وهناك أصيب بمياه على الرئة ما تسبب في صعوبة في التنفس. في البداية سمحت إدارة سجن بدر بخضوعه لعمليتي بزل للمياه على رئتيه، قبل أن تستعيض إدارة السجن بعد ذلك عن العملية، بإعطائه مضادات حيوية فقط، الأمر الذي أثر بشكل ملحوظ على صحته العامة وأصبح قعيدًا لا يستطيع الحركة بشكل مستقل.
في أغسطس 2024، نُقل جحا من سجن بدر إلى سجن برج العرب بالإسكندرية، وهي الفترة ذاتها التي تواترت فيها شهادات عن سوء أوضاع الاحتجاز ببدر، ما تبعه نقل وتغريب عددٍ من المحتجزين إلى سجون مختلفة بالجمهورية. تفاقم وضع جحا الصحي بعد نقله إلى برج العرب، وبسبب عدم جاهزية مستشفى السجن، يتم نقله بشكل دوري إلى المستشفى الميري بالإسكندرية لوضعه على جهاز الاستنشاق، إلا أنه إلى الآن لم يتم تمكينه من الخضوع لعملية البزل اللازمة.
تستمر معاناة إيهاب جحا وأسرته مع استطالة أمد احتجازه، فإلى جانب وضعه الصحي الحرج، أصبح التواصل بينه وبينهم أصعب بسبب عبء الزيارة على زوجته التي تضطر إلى السفر من محل سكنهم بمحافظة الغربية إلى محبسه ببرج العرب بالإسكندرية، علاوة على ذلك لا تتمكن زوجة جحا من زيارته بالمستشفى المودع بها، حيث تصر إدارة السجن على نقله بكرسي متحرك إلى صالة الزيارة بالسجن رغم عدم قدرته على الحركة.
سبق وخاطبت زوجة جحا مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون، لطلب نقله إلى مستشفى سجن وادي النطرون، حيث يمكن إيداعه مستشفي أكثر جاهزية. بينما سبق وتقدم محامي المبادرة بطلبين آخرين لمصلحة السجون أغسطس الماضي لنقله من محبسه إلى سجن جمصة باعتباره أقرب إلى محل سكن أسرته، ولتمكينه من الخضوع لعملية بزل المياه اللازمة لحالته، دون رد.
تطالب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية المستشار محمد شوقي النائب العام بإخلاء سبيل إيهاب مسعود جحا بشكل فوري، إذ يستمر حبسه على ذمة القضية نفسها منذ أكثر من خمس سنوات بمخالفة نص المادة 143 من قانون الإجراءات الجنائية والتي تنص على أن الحد الأقصى للحبس الاحتياطي هو عامين. وتؤكد المبادرة المصرية على أنه لا يوجد أي مبرر قانوني يستدعي حبس مواطن احتياطيًا لأكثر من ضعف الحد الأقصى القانوني، في الوقت نفسه الذي تم في إخلاء سبيل ثمانية متهمين آخرين على ذمة القضية نفسها يتشابهون مع جحا في الموقف القانوني بينما يستمر حبسه مع 13 آخرين بمخالفة القانون. وتشدد المبادرة المصرية أن المادة 36 من قانون تنظيم السجون تسمح بالإفراج عن المحكوم عليه عند إصابته "بمرض يهدد حياته بالخطر أو يعجزه عجزًا كليًا" الأمر الذي من المفترض أن يتم تطبيقه مع محبوس احتياطي لم تتم إدانته أو حتى مواجهته بأي أدلة.