رحيل قامة قانونية إفريقية كبيرة - المبادرة المصرية تنعي البروفيسور كريستوف هاينز
بيان صحفي
ببالغ الحزن والأسى تلقت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية خبر الرحيل المفاجئ للبروفيسور كريستوف هاينز, أستاذ قانون حقوق الإنسان بجامعة بريتوريا بالعاصمة الجنوب إفريقية وعضو لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حتى عام 2020.
عرف فريق المبادرة المصرية البروفيسور كريستوف هاينز لسنوات طويلة وعمل جنبًا إلى جنب معه في اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب وفي مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
أثناء عمله كأستاذ للقانون بجامعة بريتوريا وعميدًا لكلية القانون بها ثم مديرًا لمركز القانون الدولي والمقارن بالجامعة، كان البروفيسور هاينز دائم المساهمة في مبادرات ومشاريع لإصلاح وتطوير وتحديث القوانين الدولية ومواثيق حقوق الإنسان.
شارك البروفيسور هاينز وأشرف على أكثر من مشروع ومبادرة إقليمية ودولية ساهمت في سد فجوات قانونية في مواضيع متنوعة مثل إدارة التجمعات السلمية، وتنظيم استخدام الأسلحة الشرطية الأقل فتكًا، بالإضافة إلى عمله الدؤوب على ملف عقوبة الإعدام أثناء شغله لمنصب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالقتل خارج نطاق القضاء.
وفي العام 2015، وعندما كان هاينز يشغل منصب المقرر الخاص بالأمم المتحدة شاركت المبادرة المصرية في المداولات الإفريقية التي كانت جزءًا من إعداد التقرير المشترك (للمقررين الخواص المعنيين بالحق في التجمع السلمي وبحالات الإعدام خارج نطاق القضاء) بشأن الإدارة السليمة للتجمعات، وهو التقرير الذي أصبح واحدًا من أهم وثائق القانون الدولي المنظمة للعمل الشرطي في سياق إدارة التجمعات. كما شغل هاينز في سنوات عمله أكثر من منصب قانوني واستشاري في الاتحاد الإفريقي وفي الأمم المتحدة.
ليست هذه إلا أمثلة قليلة على الإسهامات العديدة التي قدمها البروفيسور كريستوف هاينز لحركة حقوق الإنسان على الصعيد الوطني في بلده جنوب إفريقيا وعلى الصعيد الإفريقي والدولي. لقد كرس كريستوف علمه الغزير ونشاطه الذي لم يفتر حتى وافته المنية في عمر الثاني والستين لتحسين أوضاع حقوق في العالم كله ولإرساء آليات فعالة لمحاسبة ومراقبة الحكومات. لن يملأ أحدًا الفراغ الذي تركه البروفيسور كريستوف بسهولة، ولكن عزاءنا الوحيد أنه رحل تاركًا ميراثًا عميقًا ومهمًا من المعرفة ومن الأدبيات والأدوات القانونية في خدمة حركة حقوق الإنسان الإفريقية والدولية.