تجديد حبس المدون القرآني رضا عبدالرحمن وتجاهل مناشدات خروجه لتلقى عزاء شقيقه الأكبر
بيان صحفي
قررت محكمة جنايات جنوب الزقازيق المنعقدة بغرفة المشورة - أول أمس الاثنين 10 يناير 2022- تجديد حبس الباحث والمدون في الفكر القرآني رضا عبد الرحمن 45 يومًا أخرى على ذمة التحقيق في القضية رقم 3418 لسنة 2020 جنح أمن دولة طوارئ كفر صقر.
وكانت أسرة رضا عبد الرحمن، المحبوس احتياطيا منذ قرابة عام ونصف، قد طالبت بخروجه لتلقي عزاء شقيقه الأكبر الذي وافته المنية يوم الخميس الموافق 30 ديسمبر 2021، وذلك عبر تلغرافات مصحوبة بعلم الوصول أرسلتها الأسرة إلى كل من النائب العام وقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية ووزير الداخلية.
وقالت الأسرة في خطابها إن رضا تعرض لأزمة صحية ونفسية داخل محبسه عند سماعه خبر وفاة شقيقه الأكبر، وأنه أبدى قلقه الشديد على والدته المسنة التي تتعرض لصدمات كبرى بحبس ابنها ووفاة الآخر. وناشدت الأسرة بالسماح لرضا عبدالرحمن بالخروج للوقوف بجانب والدته في تلقي عزاء شقيقه رحمةً به وبوالدته، إلا أن هذه الخطابات لم تلق أي استجابة من المسئولين.
وكان رضا عبدالرحمن قد أفاد في خطاب أرسله لزوجته من محبسه بقسم شرطة كفر صقر في الشرقية، يوم الخميس 30 ديسمبر 2021، بتطورات سلبية جديدة في حالته الصحية، حيث أصيب بحالة احتباس في البول بسبب التهابات مجرى البول والتهابات البروستاتا. وأضاف في خطابه الذي كتبه قبل علمه بوفاة أخيه، أنه ظل يعاني من هذه الآلام لمدة عشرة أيام بلا رعاية طبية قبل أن يساعده طبيب محبوس معه في نفس الغرفة في تركيب قسطرة له لكي يتمكن من إخراج البول المحبوس الذي كاد أن يتسبب في انفجار المثانة على حد قوله.
وكانت مصادر من عائلة رضا عبد الرحمن قالت لباحثي المبادرة - في وقت سابق - إنه يعاني من ظروف احتجاز قاسية نتج عنها إصابته بآلام حادة في الذراع والرقبة والظهر وتفاقم مشاكل صحية أخرى كان يعاني منها أصلًا في المثانة والبواسير. ويأتي ذلك خاصة مع صعوبة إدخال الأدوية إلى محبسه بسبب تعنت رجال الأمن المسئولين عن تفتيش الزيارات في كثير من الأحيان، ورفضهم إدخال الأدوية وبعض المتعلقات الأخرى.
وكانت عائلة رضا قد أفادت أيضًا أنها تخشى من فصل رضا من عمله كمدرس للتربية الرياضية بأحد المعاهد الأزهرية بعد صدور قانون بفصل الموظفين بغير الطريق التأديبي في حال تورطهم في قضايا تتعلق بالإرهاب. وذلك علمًا بأن أسرة المتهم لا تتقاضى أكثر من ربع راتبه فحسب، بسبب ظروف حبسه وانقطاعه الإجباري عن العمل، إضافة إلى اضطرار زوجته لتسليم المعهد إفادة بتجديد حبسه بعد كل قرار للنيابة.
رضا عبد الرحمن هو باحث ومدون ينتمي لمدرسة الفكر القرآني التي يُعد عمه المدرس السابق بجامعة الأزهر أحمد صبحي منصور أحد أبرز مفكريها؛ ولذلك أنهت جامعة الأزهر خدمته في ثمانينيات القرن الماضي واعتبرت أفكاره خروجا عن ثوابت الإسلام. وكان رضا عبد الرحمن قد سبق اعتقاله أكثر من مرة، كان آخرها عام 2016. وقد تم التحقيق معه بسبب أفكاره التي يعلنها على مدونته تعبيرا عن مدرسة "الفكر القرآني"، ومنذ 2016 توقف رضا عن النشر على مدونته بعدما أمرته السلطات بذلك.
وفي أغسطس 2020 عاودت قوات الأمن إلقاء القبض على رضا عبد الرحمن ومجموعة من أقاربه من بين أفراد عائلة صبحي منصور، بعدها تم الإفراج عن كل المحتجزين، واستمر حبس رضا عبد الرحمن الذي فوجئ باتهامه بالانتماء لتنظيم داعش.
وتجدد المبادرة المصرية مطالبتها بالإفراج عن رضا عبد الرحمن وإسقاط التهم الموجهة إليه، والتوقف عن ملاحقة المدونين والناشطين والباحثين الذين يعبرون عن أفكار دينية مختلفة عن السائد.
مرفق صورة من رسالة رضا عبد الرحمن نقلا عن مصادر من أفراد عائلته.