لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
بيان صحفي
في سياق اليوم العالمي للمرأة، الموافق ٩ مارس، واليوم العالمي للتوعية بفيروس الورم الحليمي البشري HPV والموافق 4 مارس تنشر المبادرة المصرية للحقوق الشخصية هذه المعلومات بهدف التوعية بالفيروس وآثاره. كما تدعو الحكومة لإضافة لقاح الورم الحليمي البشري إلى برنامج التطعيمات الروتينية المجانية. وحتى يحدث هذا، ندعوكم للحصول على اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري، لو كان بمقدوركم، وبعد استشارة الطبيب/ة.
ما هو فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) ؟
فيروس الورم الحليمي البشري HPV هو اسم لمجموعة من الفيروسات الشائعة جدًا، يوجد منها أكثر من ١٠٠ نوع. وهي لا تسبب أي مشاكل لدى معظم الناس، ويتعافى منها الجسم بدون تدخل في أحيان كثيرة. ولكن بعض أنواعها يمكن أن تسبب ثآليل تناسلية (warts) ، و هذه عبارة عن كتل أو حبوب صغيرة مستديرة على سطح الجلد في المناطق التناسلية، ومن الممكن أن تتطور لأنواع من السرطان.
تؤثر العديد من أنواع فيروس الورم الحليمي البشري على الفم أو الحلق أو منطقة الأعضاء التناسلية. وينتقل الفيروس من خلال الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي، أو تلامس الجلد بشكل مباشر ولصيق. وقد لا تظهر أعراض فيروس الورم الحليمي البشري على الشخص بعد الإصابة، لذلك قد لا تعرف ما إذا كنت مصابًا/ة به، وحتى لو لم تظهر الأعراض فذلك لا يحمي من نقل العدوى الفيروسية. الفيروس شائع جدًا ومعظمنا معرضون للإصابة به مرة واحدة على الأقل خلال حياتنا.
لو كان بهذا الانتشار فلماذا يظل خطرا يجب الوقاية منه؟
في معظم الأحيان لا يسبب فيروس الورم الحليمي البشري HPV أي مشاكل. و لكن يمكن أن تسبب بعض أنواعه لدى بعض الأشخاص الثآليل التناسلية (warts) أو تغيرات غير طبيعية في الخلايا يمكن أن تتحول في بعض الأحيان إلى سرطان.
أنواع فيروس الورم الحليمي البشري المرتبطة بالسرطان هي أنواع عالية الخطورة. تشمل السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري عالي الخطورة ما يلي: - سرطان عنق الرحم، وسرطان الشرج، وسرطان القضيب، وسرطان الفرج، وسرطان المهبل، وبعض أنواع سرطان الرأس والعنق.
معلومة: يمكن أن يكون لديك فيروس الورم الحليمي البشري لسنوات عديدة دون أن يسبب مشاكل، حيث أن معظم حالات العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري تزول من تلقاء نفسها ومعظم الكتل/الحبوب السابقة للتسرطن تتلاشى تلقائياً. و لكن الخطر في أن العدوى بالفيروس قد تصبح مزمنة وقد تتطور تلك الحبوب السابق ذكرهاإلى سرطان عنق الرحم.
ما مدى انتشار سرطان عنق الرحم الذي قد يؤدي إليه الفيروس؟
بحسب منظمة الصحة العاملية سرطان عنق الرحم هو رابع أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء، و90٪ تقريباً من الحالات الجديدة والوفيات في جميع أنحاء العالم خلال عام 2020 حدثت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. في عام 2020، تم تشخيص ما يقرب من 604,000 امرأة بسرطان عنق الرحم في جميع أنحاء العالم، توفيت 342,000 منهن بسبب المرض.
ويعكس سرطان عنق الرحم اللامساواة العالمية. فقد حدثت ما يقرب من 90٪ من وفيات 2018 الناتجة عنه في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يكون عبء سرطان عنق الرحم أكبر، لأن الوصول إلى خدمات الصحة العامة محدود، وحيث لا يتم القيام بالفحص والعلاج على نطاق واسع. على الرغم من أن سرطان عنق الرحم يمكن الوقاية منه وعلاجه بدرجة كبيرة، إلا أنه أحد الأسباب الشائعة للوفاة من السرطان لدى النساء في سن الإنجاب على مستوى العالم. وفي مصر وفي عام 2020 فقط تم تشـــخيص حوالي 1320 حالة من سرطان عنق الرحم ( تقديرات الوكالة الدولية لبحوث السرطان IARC لعام 2020) وكان عدد حالات الوفاة بسبب سرطان عنق الرحم 744.
هل يوجد طرق للوقاية من تلك الأخطار؟
الخبر الجيد أن لدينا المعرفة والقدرة على التغلب على فيروس الورم الحليمي البشري HPV، من خلال التطعيم والفحوصات الطبية لاكتشاف الإصابة مبكرًا. و يمكننا القضاء على حالات السرطان المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري من خلال اللقاحات. فاللقاحات تعد خطوة مهمة في منع العدوى والحماية من انتشار فيروس الورم الحليمي البشري لتجنب السرطانات المرتبطة ببعض أنواعه في المستقبل.
هل الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري HPV قد تسبب الإصابة بالسرطان للرجال أيضًا؟
السرطانات الناتجة عن فيروس الورم الحليمي البشري ليست شائعة عند الرجال. ولكن، قد يصاب الرجال بالسرطان نتيجة عدوى فيروس الورم الحليمي البشري، و تحديدا:
- سرطان القضيب،
- سرطان الشرج
- السرطان الفموي البلعومي oropharyngeal cancer ، سرطان في الجزء الخلفي من البلعوم، بما في ذلك قاعدة اللسان واللوزتين.
هذه السرطانات تحدث للرجال من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري التي لم تختف. فالسرطان ينمو ببطء شديد، وقد لا يتم التشخيص إلا بعد سنوات أو حتى عقود بعد إصابة الشخص بفيروس الورم الحليمي البشري. في الوقت الحالي، لا توجد طريقة لتوقع إمكانية الإصابة بالسرطان بعد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري آمن وفعال لحماية الرجال من الثآليل وبعض أنواع السرطان التي يسببها فيروس الورم الحليمي البشري. من الناحية المثالية، يفضل الحصول على التطعيم قبل بداية النشاط الجنسي. وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية فإن معظم سرطانات الشرج تحدث بسبب عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). لذلك، فإن أداة الوقاية الأساسية لتقليل فرص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري والأمراض الناتجة عنه هي اللقاح.
ما هو لقاح فيروس الورم الحليمي البشري HPV؟
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري HPV هو وسيلة آمنة وموثوقة لحماية الشباب من الإصابة بمجموعة من السرطانات والأمراض المتعلقة بفيروس الورم الحليمي البشري. كما ينصح بفحص عنق الرحم للحصول على أفضل حماية ضد سرطان عنق الرحم. يمكن تقريباً منع أنواع فيروس الورم الحليمي البشري التي تسبب الثآليل التناسلية والسرطان عن طريق لقاح فيروس الورم الحليمي البشري. وقد أظهرت الدراسات أن اللقاح أثبت فعاليته كأحد أدوات الوقاية. يعمل اللقاح بصورة أفضل عندما يتم إعطاؤه في عمر أصغر وقبل التعرض لفيروس الورم الحليمي البشري، ولذلك ينصح بإعطائه لليافعات واليافعين. يمكنكم قراءة المزيد هنا
هل اللقاح متاح في مصر؟
يتوافر في مصر حاليًا لقاحان للحماية من بعض أنواع فيروس الورم الحليمي البشري في فروع المصل واللقاح، وكلاهما ينصح بتقديمهما للأفراد بين عمر ٩ و٢٦ عامًا بعد استشارة الطبيب/ة:
1- سيرفاريكس Cervarix: (يحمي من نوعين من فيروس الورم الحليمي البشري)، ثمن الجرعة الواحدة 300 جنيها مصريا، و البروتوكول يتكون من ثلاث جرعات.
2- جارداسيل Gardasil: يحمي من نفس النوعين اللذين يحمي منهما سيرفاريكس بالإفاضة إلى نوعين آخرين يسببان الثآليل التناسلية. البروتوكول يتكون من ثلاث جرعات وثمن الجرعة الواحدة 750 جنيها.
وبالطبع فإن التكلفة العالية للقاحين تمثل عائقا أمام إتاحته للمواطنات والمواطنين. لذلك نجدد دعوتنا بإضافة لقاح فيروس الورم الحليمي البشري لبرامج التطعيمات الروتينية. كما ندعو وزارة الصحة لإتاحة لقاح جارداسيل-9 (Gardasil-9) لأنه الوحيد الذي يشمل كل الأفراد بين أعمار ٩ و٤٥ عامًا.
ما هي التوصيات العالمية للحد من الأخطار المحتملة من الإصابة بالفيروس؟
بحسب الاستراتيجية العالمية لتسريع القضاء على سرطان عنق الرحم كمشكلة صحة عامة والتي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، فإن تطعيم المراهقات هو التدخل طويل الأمد الأكثر فعالية للحد من مخاطر الإصابة بسرطان عنق الرحم.
ولذلك وضعت منظمة الصحة العالمية أهداف 90-70-90 بحلول عام 2030 أمام الدول، واعتبرت سرطان عنق الرحم مشكلة صحية عامة، وحددت الاستراتيجية العالمية هدفا أمام جميع البلدان للوصول إلى معدل إصابة أقل من أربع حالات لكل 100,000 امرأة. ولتحقيق ذلك، يجب على كل دولة أن تصل وتحافظ على ثلاثة أهداف رئيسية.
- الهدف الأول هو أن يتم تطعيم 90 في المائة من الفتيات بشكل كامل ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) بحلول سن 15.
- والثاني هو التأكد من أن يتم فحص 70 في المائة من النساء باستخدام اختبار عالي الأداء بحلول سن 35، ومرة أخرى بحلول سن 45.
- الهدف الثالث والأخير هو تلقي 90 في المائة من النساء المصابات بمرحلة ما قبل السرطان العلاج، وإدارة حالة 90 في المائة من النساء المصابات بالسرطان بشكل صحيح.
كيف يمكننا في مصر الحد من الآثار الخطيرة المحتملة من الإصابة بالفيروس؟
للأسباب الموضحة سابقًا:
-
تدعو المبادرة المصرية للحقوق الشخصية وزارة الصحة للنظر في إضافة لقاح الورم الحليمي البشري HPV إلى برنامج التطعيمات الروتينية المجانية، و خاصة لقاح يسمى جارداسيل-9 (Gardasil-9)، وهو ليس متاحا في مصر الآن، لأنه الوحيد الذي يمكن أن يحمي كلًا من الذكور والإناث الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 45 سنة، بعكس اللقاحات الأخرى والتي ينصح بتقديمها لمن هم دون عمر الـ ٢٦ عامًا. فمصر لديها نظام تطعيمات أساسية مجاني قديم وناجح وقادر على الوصول لجميع الأفراد بشكل فعال. وضمن التوجه العالمي حاليا للاهتمام المتزايد بلقاح الورم الحليمي البشري و توفيره مجانا، قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق برنامج لتحصين الفتيات ضد الفيروس من سن 9-13 العام الماضي.
-
كما تدعو المبادرة إلى التوسع في إتاحة الكشف المجاني عن سرطان عنق الرحم في كل المحافظات. حيث قامت الهيئة العامة للرعاية الصحية العام الماضي بحملة للكشف عن سرطان عنق الرحم للمنتفعات من قانون التأمين الصحى الشامل الجديد في المحافظات التي بدأ تطبيق القانون فيها. وهو ما يدل على وعي وزارة الصحة بأهمية الوقاية من سرطان عنق الرحم. بالإضافة إلى إتاحة اللقاح، فالمطلوب هو تعميم هذه الحملة على مستوى البلاد للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم كخطوة أولى، وأن تكون الفحوصات متاحة مجانًا كما يحدث حاليا في حملة صحة المرأة والتي تركز على فحص سرطان الثدي وبشكل مستدام.