أصدرت محكمة الاستئناف بالإسكندرية في نوفمبر الماضي حكمًا بتعويض إحدى سكان منطقة وادي القمر عن الأضرار الصحية التي لحقت بها نتيجة الملوثات المنبعثة من مصنع تيتان للأسمنت الذي تملكه شركة تيتان العالمية متعددة الجنسيات، وتزيد قيمتها السوقية على 2
وسوم: مصنع أسمنت تيتان
أوضحت المبادرة أنها رغم ترحيبها بالحكم فإنه يظل استثناءً نادرًا، نظرًا إلى الصعوبة القانونية في إثبات ارتكاب المصانع مخالفاتٍ بيئية، فغالبًا ما تقدم المصانع أوراقًا رسمية تثبت الامتثال لما يحدده القانون من معايير للتلوث المسموح بها، والتي كثيرًا ما تتناقض مع الأدلة والوقائع التي يوثقها السكان المحيطون بالمصنع، ومنها أن مصنع الإسكندرية لأسمنت بورتلاند الذي تمتلكه شركة تيتان الدولية، قدم أوراقًا على سجل أدائه البيئي الممتاز.
تداول عدد من أهالي منطقة وادي القمر بالإسكندرية صور جديدة تظهر خروج انبعاثات كثيفة من مدخنة مصنع الإسكندرية للأسمنت بورتلاند- تيتان المجاور لمساكنهم، نشرت الصور يوم 18 أغسطس تحت عنوان "هذا هو حالنا أثناء توقف المصنع فما بالكم أثناء التشغيل" ذكر الأهالي أن الانبعاثات مستمرة منذ أربعة أيام بالرغم من أن المصنع متوقف حاليا بسبب أعمال الصيانة .
يشتكي أهالي المنطقة منذ سنوات مما يسببه المصنع من تلوث في البيئة وضرر على صحتهم وصحة أطفالهم، وسبق وتقدموا بالعديد من الشكاوى ألى وزارة البيئة وجهات أخرى معنية دون جدوى، كما قاموا برفع عدد من الدعاوى القضائية ضد المصنع بسبب مخالفاته القانونية والبيئية وقدموا شكوى ألى البنك الدولي الذي يمول المصنع. جدير بالذكر أن مصنع الأسمنت الذي تمتلكه شركة تيتان الدولية، دائم الادعاء بأن سجل أداءه البيئي ممتاز وأن الانبعاثات التي تصدر منه ضمن الحدود القانونية، وأن مدخنة المصنع مرتبطة بشبكة الرصد القومي ولم تسجل ضده أي مخالفات في البيئة.
يبدأ مكتب المحقق في البنك الدولي، زيارة ميدانية إلى مصر لتقصي مدى التزام مصنع الإسكندرية لأسمنت بورتلاند/ تيتان بالمعايير الاجتماعية والبيئية السليمة يوم 7 يناير 2017. وتأتي هذه الزيارة في إطار التحقيق المعمق الذي يجريه مكتب المحقق بعدما أظهر التقرير الأولي وجود "بواعث قلق جوهرية" تستدعي مزيدًا من الإجراءات. وتهدف الزيارة الميدانية إلى جمع المعلومات ذات الصلة بالتحقيقات خصوصًا تلك التي تتعلق بالأثر البيئي للمصنع وبالتلوث الذي يسببه وباستخدام الفحم وأيضًا المتعلقة بالتمييز ضد العمال وبمخالفة القوانين المحلية.
قرر المكتب المحقق في البنك الدولي إجراء تحقيق متعمق بمساعدة خبراء فنيين للبحث في وثائق المشروع وأيضا في أداء شركة الإسكندرية